أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يستضيف الدكتور محمود محيي الدين في حلقة نقاشية
  • مُتاح عدد جديد من سلسلة "ملفات المستقبل" بعنوان: (هاريس أم ترامب؟ الانتخابات الأمريكية 2024.. القضايا والمسارات المُحتملة)
  • د. أحمد سيد حسين يكتب: (ما بعد "قازان": ما الذي يحتاجه "بريكس" ليصبح قوة عالمية مؤثرة؟)
  • أ.د. ماجد عثمان يكتب: (العلاقة بين العمل الإحصائي والعمل السياسي)
  • أ. د. علي الدين هلال يكتب: (بين هاريس وترامب: القضايا الآسيوية الكبرى في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024)

إعادة التوازن:

أهداف زيارة "بايدن" إلى منطقة الشرق الأوسط

11 يونيو، 2022

إعادة التوازن:

استضاف مركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة"، معالي نبيل فهمي، وزير الخارجية المصري السابق، عميد كلية الشؤون الدولية والسياسات العامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، في حلقة نقاش عن بُعد، يوم الثلاثاء الموافق 7 يونيو 2022، للحديث عن العلاقات الأمريكية - الخليجية، ورؤية واشنطن لقضايا الشرق الأوسط، في ظل التقارير الصحفية حول زيارة الرئيس جو بايدن إلى المنطقة.

وخلال الحلقة، التي أدارها حسام إبراهيم، رئيس برنامج الدراسات الأمريكية، نائب المدير التنفيذي للمركز، تطرَّق النقاش إلى تأثير التطورات الدولية الراهنة على المنطقة، وعلى محاولة إدارة بايدن إعادة التوازن في العلاقات الأمريكية مع الدول العربية الفاعلة، ومنها دول الخليج العربية. وقد خَلصُت حلقة النقاش إلى النقاط التالية:


1- "أقلمة" الصراعات في ظل تحولات دولية غير مُكتمِلَة:

يشهد العالم حالياً تحولات كبرى وعاصفة غير مُكتمِلَة، يتمثَّل أبرز تجلياتها في الحرب الأوكرانية، التي ستترك تداعياتها على النظام الدولي. وهذه التحولات الكبرى التي تَجري في العالم لها بالتأكيد تداعيات على منطقة الشرق الأوسط، التي تشهد بدورها مرحلة اضطراب يجمع في أسبابه بين القضايا والصراعات الإقليمية وتأثيرات الوضع الدولي عليها.

وفي هذا السياق الدولي المُستجَّد، أصبح من الواضح أن الصراعات تتخذ طابعاً إقليمياً في الوقت الراهن، وأن أدوار وأوزان القوى الدولية في الانخراط في هذه الصراعات، أو حتى حلها، لم تَعد كما كان في السابق، إذ يختلف الوضع الدولي الآن كلياً عن زمن الحرب الباردة عندما كانت هناك قوتان دوليتان يُمكِن التحرك بينهما واللعب على تناقضاتهما، ولم تَعد هناك حرب باردة تفرض على القوى الدولية الانخراط في الصراعات الإقليمية بشكل يُمكِّنُها من "تحييد" القوى الدولية الأخرى. والآن يمكن القول إنه لم يَعد من استراتيجيات السياسة الخارجية الأمريكية أن تنخرط كلياً في المناطق كافة، خاصةً الشرق الأوسط، مع تغير الأجندة والأولويات الأمريكية إلى حد بعيد.

2- تباين درجة اهتمام القوى الدولية بالشرق الأوسط:

هناك تباين في مواقف القوى الدولية الثلاث الأكثر تأثيراً في منطقة الشرق الأوسط (الولايات المتحدة الأمريكية، والصين، وروسيا). فلم تَعد المنطقة تُمثِّل أولوية للولايات المتحدة كما كانت خلال العقود السابقة، لكنها لا تزال في الوقت نفسه إقليماً مهماً؛ ارتباطاً بالحسابات الاستراتيجية للمصالح والأهداف الأمريكية في المنطقة بما يستدعي استمرار الاهتمام، هذا مع الوضع في الاعتبار أن ملف الطاقة والنفط في الإقليم قلَّت أهميته نسبياً للولايات المتحدة بعد أن أصبحت من أكبر مُنتجِي النفط على مستوى العالم.

والاختلاف بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا في اهتمامهم بالشرق الأوسط، يتعلق بمستوى هذا الاهتمام ودرجة انخراط القوى الدولية؛ فالأولويات الأمريكية حالياً تتركز في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، أما روسيا فيعاني دورها انكماشاً بالمنطقة بسبب الحرب الأوكرانية التي قوَّضت من التأثير الروسي، فيما لا يزال الانخراط الصيني في الإقليم ينصَّب على الاقتصاد وليس الأمن. 

3- "عدم تفاقم المشكلات".. منظور بايدن للمنطقة:

تسعى واشنطن بشكل عام إلى الابتعاد عن منطقة الشرق الأوسط، وليس الغياب عنها أو مغادرتها؛ فأي قوة عظمى لها أهداف واستراتيجيات في المناطق كافة. ووفق هذا الهدف، يُمكِن القول إن إدارة بايدن تريد إدارة علاقاتها مع الشرق الأوسط في إطار تصوُّر جديد ينطلق من أن المنطقة مهمة ولكنها ليست على رأس الأولويات، وأن الولايات المتحدة لا تريد الانخراط للدفاع عن المنطقة أو التوُرط فيها بشكل مُكلِّف في ظل التحولات الدولية الراهنة، وأن واشنطن ترغب في تهدئة التوتر بالمنطقة من خلال التعاون مع الأصدقاء، وانتهاج سياسة "عدم تفاقم المشكلات".

4- "إعادة التوازن" في العلاقات الأمريكية - الخليجية:

تنظر الولايات المتحدة الأمريكية إلى منطقة الخليج باعتبارها منطقة مهمة استراتيجياً، ولكن نتيجة حسابات خاطئة من الإدارة الحالية، حدث نوع ما من التوتر في العلاقات بين الجانبين يرتبط بالتوجه الأمريكي العام لتقليل الانخراط في الخليج، الذي يُعد جزءاً من الشرق الأوسط. وقد أدت الحرب الأوكرانية وما كشفت عنه من أهمية المنطقة، والوزن الاستراتيجي لدول الخليج العربية بشكل خاص؛ إلى عملية إعادة تقييم لمعالجة التوترات في العلاقات الأمريكية - الخليجية، وإعادة التوازن لها انطلاقاً من أن المصالح الأمريكية قد تتضرَّر أكثر في حال استمرار هذا التوتر. ومن هذا المنطلق يَجري الحديث الآن عن زيارة مُرتقَبَة للرئيس بايدن إلى منطقة الشرق الأوسط، لم يُعلَن عنها بشكل رسمي حتى الآن، لكن تقاريرَ إعلامية تحدثَّت عن ترتيبات تجري بشأنها، ولم ينفِ البيت الأبيض تلك الأنباء أو يؤكدها بشكل قاطع، لكن من المُحتَمَل أن يَصدُر قريباً إعلانُ أو بيانُ رسمي بشأنها في حال تأكدها. 

5- أولوية إدارة بايدن في التوصل لاتفاق نووي مع إيران:

في إطار المنظور الأمريكي الذي يعتمد على سياسة "منع تفاقم المشكلات"، تسعى إدارة بايدن فيما يتعلق بإيران وملفاتها المختلفة، إلى إعطاء أولوية قصوى للتوصل إلى اتفاق نووي يُمكِن من خلاله وضع قيود على البرنامج النووي الإيراني، ومنع طهران من امتلاك سلاح نووي؛ أخذاً في الاعتبار أن الإدارة الأمريكية لا تركز في التعامل مع إيران على ملف الطاقة أو عودة إنتاج النفط للأسواق الدولية في المرحلة الراهنة.